الثلاثاء، 15 أكتوبر 2019

2- الإيمان بالآخرة واستغلال الوقت






- 1 - 
من منا يستطيع أن يدعي أنه ضمن الجنة الآن؟ إذا كنا لم نضمنها فماذا ننتظر ونحن نعلم أن الآخرة غدًا؟

▫️(فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)) سورة الشرح ▫️

⏱ الوقت من أغلى الممتلكات، وسرقته خطيرة، فهو الذي سيحدد مستقبلك الذي ستعيشه في الآخرة غدًا، الوقت يمر علينا سنوات طويلة دون أن نشعر بفواته ، ودون أن نتغير ولو درجة إلى الأعلى نحو الله.

t.me/helmielg

اسرق الوقت من كل ماحولك من مشاغل وأمور دنيوية، وانطلق نحو شغلك الشاغل ومستقبلك الأبدي، اسرق كل ثانية يمكنك أن تجعلها للآخرة، ف

﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾ الحاقة (24)
الوقت بالنسبة لأهل الدنيا يعني المال أو الخسارة، أما بالنسبة لأهل الآخرة فيعني الخلد في  النعيم، أو العذاب الدائم الذي لانفاذ له.


***
- 2 - 

وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (8) لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10) لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً (11)) سورة الغاشية 8 - 11 

هناك مدينة فاضلة وبلد طيبة اسمها الجنة، لن يدخلها إلا من يستحقها، أولئك الذين وصلوا إلى درجة عالية في الأخلاق الفاضلة والخصال الحميدة، والذين ربوا أنفسهم تربية قرآنية عالية، هم الذين يسكنون تلك الجنة العالية.


الجحيم هي بلد اللعنة التي يعيش فيها أهل النار، أصلها فهو هي نار اللهب الموجود في وسطها، كل واحد من الذين يسكنون هذه البلد يُعذب بأخذه إلى ذلك اللهب وإلى ذلك الأصل في مواعيد محددة وحسب نوع العذاب،  فقد يكون نصيب أحد سكان هذه البلدة أن يعذب كل شهر مرة، وقد يكون نصيب آخر أن يعذب كل أسبوع مرة، وقد يكون نصيبه أن يعذب كل يوم مرة حسب ذنوبه وجرائمه التي ارتكبها في الدنيا.


***
- 3 - 
تحتضن النار كل سيئي الأخلاق في الدنيا، حيث يجتمع فيها الطغاة والمعتدين والمجرمين والعاصين والمتمردين والقتلة وأصحاب الجرائم المختلفة في الدنيا، هم الذين اتخذوا حياتهم للهو واللعب وإشباع الرغبات والأهواء ولم يجتهدوا أبدًا بأن يرتقوا بأخلاقهم إلى أخلاق العدالة في التعامل والإنصاف مع الآخرين، فكان مصيرهم أن أُدخلوا النار جزاءً لهم على عدم تزكية أنفسهم، وعلى جرائمهم واعتداءاتهم.
التعامل مع أهل النار سيئي الخلق المشحونين بالكراهية والبغضاء والاعتداء هو عذاب يضاف إلى عذابها الذي لا يطاق، ولو لم يكن في النار من عذابات إلا وجود هذه الشاكلة من البشر لكفى عذابًا.

***

- 4 -
أكل أهل النار هو من شجرة الزقوم وهي الشجرة الملعونة الموجودة في أصل الجحيم، فإذا جاعوا اضطروا أن يذهبوا إلى تلك النقطة شديدة الحرارة، وإذا أكلوا منها فأكلها سيء المذاق ، وثمرها يشبه رؤوس الشياطين، ويقال لهم حين يأكلوا منها ذوقوا فتنتكم، ذوقوا أعمالكم التي علمتموها في الدنيا، ذوقوا من الشجرة الخبيثة التي اصطنعها الشيطان وصدقتموه فيها، فيضاف إلى طعمها السيء، الحسرة والندامة على اتباع كلمات الشيطان والابتعاد عن كلمات الله التي تمثل الشجرة الطيبة.

***
- 5 - 
يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ ۖ قَالُواْ بَلَىٰ وَلَٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَٱرْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ ٱلْأَمَانِىُّ حَتَّىٰ جَآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ وَغَرَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ) سورة الحديد

تنتاب أهل النار حسرة كبيرة جدًا لأن ما يفصلهم عن الجنة هو جدار، وهم يعلمون أن أهل الجنة خلف هذا الجدار منعمون بالماء والأكل والشرب والنعيم والراحة والسعادة إلى الأبد، تمتلئ قلوبهم بالحسرة إذ كان بإمكانهم أن يكونوا في ذلك المكان ولكنهم افتتنوا بالدنيا، ولم يستجيبوا لأوامر الله وغرتهم الأماني وغرهم بالله الغرور.

***

- 6 - 

المؤمن الحق يتعامل وكأنه الآن هو في النار ويسعى للخروج منها، فبأي سعي سيسعى، وبأي جهد سيتحرك؟ إنه يسعى بطاقته دون تهاون في الوصول إلى ما يرضي الله لعله يخرج منها.
لنتذكر أن هناك أناس يوم القيامة يطلبون الرجعة للحياة الدنيا، ويطلبون المهلة لعلهم يعملون عملاً غير الذي كانوا يعملون، إلا أنه لا عودة أبدًا في ذلك اليوم، ولكن المؤمن يشعر أنه الآن في فرصة كبيرة ولن تعوض، في فرصة في أن يخلص نفسه من ذلك  الهلاك وذلك العذاب الشديد.

                                                ***
- 7 -

﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ التوبة (111)
الآخرة تشترى بالوقت والمال،  في يوم القيامة فئتان، فئة في الغم والحزن والهم، وأخرى في الغرفات آمنون منعمون، كيف يقبل الإنسان أن يكون في الهم والغم والحسرة في ذلك اليوم ولديه الفرصة الكافية لما ينجيه الآن من كل ذلك.


***

- 8 - 

إذا كنت تريد أن تكتشف حقيقة رغبتك في العبادة، فانظر إلى نفسك في أوقات فراغك، كيف هو وضع رغبتك لله، ورغبتك في العبادة، هل تقبل على الله؟ هل تقبل على العبادة، أم أنك تبحث عن اللهو وتضييع الوقت؟ إذا كانت الإجابة هي الثانية فاعلم أن حب العبادة لم يدخل لقلبك بعد، ولم تعرف هدفك في هذه الدنيا.

( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8))

***
- 9 - 

من منا يسمع ما يسمع من أصناف العذاب في القرآن الكريم للكافرين والمبتعدين عن آياته، ثم ينسى تلك المشاهد أو يأتيه النوم؟! إذا نظرنا إلى أحوالنا وأعمالنا وقسناها بمقياس القرآن، فمن نكون؟