الأربعاء، 3 أبريل 2013

الصلاح يبدأ منك

هل الصلاح جماعي؟
هل تصطلح أمور البلاد بصلاح القائد أو الرئيس؟ الصلاح يبدأ بصلاح الناس أنفسهم، لا يصلح الناس بصلاح قائدهم وحسب، وعندما يتحرر الناس من القيود يخرج الناس ما كان فيهم من سوء،يعني أن الحرية لا تصلح للشعوب التي يسكنها الإعتداء في دواخلها.




المخلص
الناس في انتظار المخلص الذي ينصرها،والله سبحانه وتعالى هو الذي ينتظرهم! الله يدعوهم للحق وينتظر الإجابة. لذا فإننا بحاجة للوسيلة إليه سبحانه وتعالى، البر مع الله، عمل وليس حب، ولكي نعمل علينا أن نتخلص من الغرور الذي يسيطر علينا. تأمل في الإعمال التي يثبت المؤمن فيها أنه بار مع الله سبحانه وتعالى في الآية التالية:

(لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ (177))



الدين فردي
عندما يتحدث أحد في الدين بلغة الجماعة، يرد الله للفرد، كما في الآية التالية:
(لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً (123) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً (124))
تقول الآية السابقة "من يعمل" فهي تخاطب الفرد، وكل فرد محكوم بعمله، وبالمثل فالآية : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ (44))،
تخاطب الفرد وليس المجموعة، الفرد هو الذي سيحكم بالكتاب أو يكفر به، وليس الجماعة فـ (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38))

ضرورة التعامل مع الله
التعامل مع الله يكون بأن يدعوه كل فرد منا ويصلي ويتوسل إليه ويناجيه ويطلب منه،هذا هو التعامل مع الله، وعدم التعامل معه سبحانه كفر واستكبار :
(وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)).
الله قريب والتعامل معه سهل جدأ ومباشر،وما أجمل أن تتعامل مع من يفهمك دون أن تتحدث،ومن تضمن أنه لن يفهمك خطأ.وقد ضرب الله لنا الأمثال فيمن تعاملوا معه كنبي الله يعقوب.وامرأة عمران عندما أهدت ما في بطنها محررا.

رب العرش
(سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) سورة الزخرف (82)
الله سبحانه وتعالى هو رب العرش العظيم ولا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، هو الذي يدبر الحياة بكل تفاصيلها. ويقضي في كل التعاملات التي نعيش همومها.
فلنجعل قلوبنا معلقة به، ولنطلب منه أنه ينجينا في كل مشكلة نقع فيها، لنتوجه له في كل صغيرة وكل كبيرة، فهو الذي إليه ترجع الأمور، وهو الذي يحكم ويقرر، هو الذي يكشف الضر، لا أحد يستطيع أن ينفع أو يضر بدون إذنه.

الحرية والاختيار
لقد أحسن الله لنا في كل شيء في شتى النعم التي لا نستطيع أن نحصيها، لقد أحسن إلينا أنه نظر إلينا وأنظرنا وذكرنا بالآخرة، ثم أعطانا الحرية للاختيار، أما بعد هذي الحرية فسيأتي الحساب على هذه الحرية:
(لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) سورة البقرة (256)

الخشوع
(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) سورة الحديد (16)

متى نخشع لذكر الله؟ متى تخشع قلوبنا للقرآن ولآياته ولإنذاره؟ هل يكون ذلك بعد فوات الإوان؟ كما فات الأوان على الذين من قبلنا؟ فلنحذر من طول الأمد لأنه يورث قسوة القلوب، ثم يؤدي بصاحبه إلى الهلكة.

لا تنتظر من عمرك الذي يتهالك إلى الوقت الذي لا تستطيع فيه أن تقف للصلاة، حينما يكبر الإنسان تبدأ الأمراض وأعراض الكبر والشيخوخة تهجم على الجسد. فابدأ ولا تتأخر في التوجه لله والعبادة.

الصلاة لقاء مع الله، فإذا استشعر المؤمن هذا اللقاء، سيخشاه حين يقترف أي ذنب، فمن يعمل السوء يخشى لقاءه، لأنه يخاف أن يقابل الله بذنوبه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق