السبت، 23 مارس 2013

البصيرة

كيف نفهم البصيرة؟
العين تنقل الرسم، والقلب يحكم على تلك الصورة ويصدر حكمه بعد أن يشعر بها. إذا نظرنا إلى أحد الأشخاص وتمكن قلبنا من أن يعطي انطباعاً عنه بأنه إنسان جيد أو غير ذلك من مجرد نظرة، فليست العين هي التي استطاعت أن تحكم، وإنما القلب هو الذي استشعر ذلك الإحساس، بعد أن درس الصورة التي نقلتها له العين.

النور
النور الذي نرى به ليس نور الشمس،وإنما هو نور الله، "الله نور السماوات". إننا نرى بنور الله، ولكن هل كل المخلوقات ترى كما أرى أنا وأنت؟
لقد وجد العلماء أن هناك أساليب مختلفة لدى بعض المخلوقات لتبصر الطريق، كالنملة مثلاً إذ ان لها أداة غير العين في البصيرة ! 
الدنيا أصلها ظلام دامس،وعندما نكون نحن في الظلام فلا نرى شيئاً.

رؤية العين
العين لا تبصر،وحقيقة الأمر أننا عمي! ولو كانت كذلك لرأت في الظلام،إن النور الذي ينعكس على الأشياء ومن ثم نراها من خلال العين، نعم قد نتصور أننا في النور الحقيقي، ولكن ذلك النور ليس شيئاً أمام نور الشمس،ولو واجهت العين نور الشمس لتألمت ألماً شديداً،ومع ذلك فإن نور الشمس ليس شيئاً أمام النور الحقيقي الذي هو نور الله سبحانه وتعالى،وهو لا شيء وبمثابة الظلام أمام النور الحقيقي.ذلك النور الحقيقي سيحرقك ويتحول إلى عذاب لايتحمله الرائي.ليس لدينا القدرة على رؤية نور الله سبحانه وتعالى،من رحمت أن دارى عن أعيننا ذلك النور وتلك الحقيقة.

الرؤية الحقيقية
إذا كنا لا نرى إلا في النور فقط، دعونا نسأل هذا السؤال:عندما يضيء المصباح فإننا نرى من خلال نروه الذي ينعكس على الأشياء.ولكن لماذا لا نرى ذات المصباح الذي ينبع منه النور؟وهل لدينا القدرة أن نرى ذلك السلك؟
عندما طلب موسى الرؤية كان الجواب الإلهي على طلبه : " لن تراني".
من يريد الرؤية في كل الحالات، في النور وفي الظلام، فعليه أن يرى بقلبه. العين تنقل فقط،ولا علاقة لها بالرؤية ولا يمكنها أن ترى رؤية اليقين.ليس مستبعداً على المؤمن أن يرى الله بقلبه حين يتمكن من تطهير قلبه ويصل به إلى درجة عالية من النقاء.حين يرى المؤمن ربه ويسمعه حق السماع تكون الرؤية، تكون رؤية حقيقية وسماع حقيقي.ولكن للوصول لتلك الدرجة لابد من العزم والقوة.

خلاصة
بالإسلام وتطهير القلب يمكننا أن نراه سبحانه وتعالى ببصيرة ذلك القلب، ولكن علينا أن نعلم أن تلك الرؤية ليست هدفاً،لأن الهدف الحقيقي للمؤمن هو الوصول إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق