الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014

العبد الصالح والصلاح

فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً (79) وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً (82)) سورة الكهف


موضوع العبد الصالح موضوع خاص، والله سبحانه وتعالى يبين لنا في هذه القصة، أنه سبحانه هو الذي قتل الولد حيث أن العبد الصالح قال: وما فعلته عن أمري. هذا المثل يوضح كيف يتعامل الله معنا على أساس علمه بالغيب، فأي مصيبة يصاب بها الإنسان عليه أن لا يحسبها شر من خلال ظاهرها، فيمكن أن تحمل في طياتها الخير.

عندما تموت نفس علينا أن ندرك أن وراء هذه المصيبة خير لا نعلمه، كما أن القصة توضح كيف يحفظ الله الأموال لأبناء العبد الصالح، ويحفظ المال للمساكين الذين يعملون في السفينة. 

ولو تأملنا في هذه القصة وجدنا أن هناك صلاح من غير دين! فمن هم هؤلاء الناس الصالحين الذين تتحدث عنهم القصة؟ في القصة مساكين، وفيها عبد صالح وفيها أبوين صالحين ، كيف أصبحوا صلحاء من غير دين؟

فهل كان صلاحهم بسبب أعمالهم الحسنة التي يرتضيها الله سبحانه وتعالى لذا كانت رعاية الله لهم، كما أن الآيات توضح وجود الصلاح في وسط غير صالح كما هو الحال في الأبوان الصالحان في القرية التي استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق