الاثنين، 25 مارس 2013

الفاتحة

الفاتحة
سورة الفاتحة ذات علاقة وطيدة بالإسلام، فهي توصل المتأمل فيها والعامل بمعانيها للدرجة المطلوبة من الإسلام. لذا فإننا بحاجة لتكرارها في الصلوات، إذ لا يمكن الاستغناء عنها.

لو تأملنا في قوله سبحانه "الحمد لله رب العالمين" وأيقنا بهذه الكلمة فإن ذلك المفهوم وحده سيقودنا إلى اليقين والإستسلام الخالص. 

لو أيقنا أن لا أحد ينعم علينا غير الله سبحانه وتعالى، سنصل لذلك اليقين وذلك الإسلام ،ولن نفكر في غيره، أو نبتغي الرزق من أحد سواه.

السبت، 23 مارس 2013

البصيرة

كيف نفهم البصيرة؟
العين تنقل الرسم، والقلب يحكم على تلك الصورة ويصدر حكمه بعد أن يشعر بها. إذا نظرنا إلى أحد الأشخاص وتمكن قلبنا من أن يعطي انطباعاً عنه بأنه إنسان جيد أو غير ذلك من مجرد نظرة، فليست العين هي التي استطاعت أن تحكم، وإنما القلب هو الذي استشعر ذلك الإحساس، بعد أن درس الصورة التي نقلتها له العين.

النور
النور الذي نرى به ليس نور الشمس،وإنما هو نور الله، "الله نور السماوات". إننا نرى بنور الله، ولكن هل كل المخلوقات ترى كما أرى أنا وأنت؟
لقد وجد العلماء أن هناك أساليب مختلفة لدى بعض المخلوقات لتبصر الطريق، كالنملة مثلاً إذ ان لها أداة غير العين في البصيرة ! 
الدنيا أصلها ظلام دامس،وعندما نكون نحن في الظلام فلا نرى شيئاً.

رؤية العين
العين لا تبصر،وحقيقة الأمر أننا عمي! ولو كانت كذلك لرأت في الظلام،إن النور الذي ينعكس على الأشياء ومن ثم نراها من خلال العين، نعم قد نتصور أننا في النور الحقيقي، ولكن ذلك النور ليس شيئاً أمام نور الشمس،ولو واجهت العين نور الشمس لتألمت ألماً شديداً،ومع ذلك فإن نور الشمس ليس شيئاً أمام النور الحقيقي الذي هو نور الله سبحانه وتعالى،وهو لا شيء وبمثابة الظلام أمام النور الحقيقي.ذلك النور الحقيقي سيحرقك ويتحول إلى عذاب لايتحمله الرائي.ليس لدينا القدرة على رؤية نور الله سبحانه وتعالى،من رحمت أن دارى عن أعيننا ذلك النور وتلك الحقيقة.

الرؤية الحقيقية
إذا كنا لا نرى إلا في النور فقط، دعونا نسأل هذا السؤال:عندما يضيء المصباح فإننا نرى من خلال نروه الذي ينعكس على الأشياء.ولكن لماذا لا نرى ذات المصباح الذي ينبع منه النور؟وهل لدينا القدرة أن نرى ذلك السلك؟
عندما طلب موسى الرؤية كان الجواب الإلهي على طلبه : " لن تراني".
من يريد الرؤية في كل الحالات، في النور وفي الظلام، فعليه أن يرى بقلبه. العين تنقل فقط،ولا علاقة لها بالرؤية ولا يمكنها أن ترى رؤية اليقين.ليس مستبعداً على المؤمن أن يرى الله بقلبه حين يتمكن من تطهير قلبه ويصل به إلى درجة عالية من النقاء.حين يرى المؤمن ربه ويسمعه حق السماع تكون الرؤية، تكون رؤية حقيقية وسماع حقيقي.ولكن للوصول لتلك الدرجة لابد من العزم والقوة.

خلاصة
بالإسلام وتطهير القلب يمكننا أن نراه سبحانه وتعالى ببصيرة ذلك القلب، ولكن علينا أن نعلم أن تلك الرؤية ليست هدفاً،لأن الهدف الحقيقي للمؤمن هو الوصول إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى.

الثلاثاء، 19 مارس 2013

مكونات الإنسان

مكونات الإنسان

الإنسان مكون من خمسة أشياء نفس ، عقل ، قلب ، روح ، جسد .العقل هو من حمل الأمانة وهي النفس ، والنفس دائمة الطلب،وقد رحم الله سبحانه وتعالى الإنسان بأن جعل له المكون الخامس وهو القلب السليم. فالنفس إذا طلبت شيئاً هو في دائرة الحرام يقوم القلب بالرفض،وإذا استمر هذا الطلب وكانت إرادة الإنسان قد خارت يقوم العقل باغتيال هذا الجهاز الحساس (القلب) كي يستريخ من ألم تأنيب الضمير .

القلب 
هو أداة استقبال الحقائق الغيبية، هو هبة ربانية حتى يدرك المؤمن الهدى، ويستوعب عالم الغيب البعيد عنه والذي لايمكن إدراكه بالعقل وبالوسائل المادية المحسوسة. وإذا أراد المؤمن أن يدخل إلى يستوعب حقائق القرآن فعليه بإحياء قلبه بالاستغفار والتوبة ومواجهة النفس بأخطائها.
نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ (*) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ (*) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) 
سورة الشعراء 193 - 195


القلب المريض
قد يمرض القلب بسبب الذنوب ورفض الحقيقة والميل إلى الهوى، وذاك من أشد الأمراض فتكًا في الإيمان، لأن الله عز وجل يعاقبه بأن يزيده مرضًا فلا يدرك شيء ولايرى شيء من حقائق القرآن ولا الغيب، ولايشعر بخطورة الذنب ولا يمارس دوره في التأنيب وتربية النفس. 
(فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) سورة البقرة (10)


إحياء القلب 

المحاسبة على الأفعال ، التي مررها القلب بدون حساب. على الأقل قبل النوم حتى يحيا القلب مرة أخرى.


كيف نتعلم القرآن 

لأن القرآن نزل على القلب، فلابد للقلب أن يحيا وأن يكون يقظًا منفعلًا مع كلام الله، وإحياؤه يكون بتأمل الآيات بموضوعية ومواجهة النفس والاعتراف بالأخطاء والذنوب ثم التوبة وطلب المغفرة. 

(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ) 
سورة الأعراف (179)

ماهي النفس اللوامة؟

النفس اللوامة هي النفس التي تلوم الإنسان عندما يرتكب الذنب أو الخطأ، تبدأ عند الإنسان ضعيفة، لكنه إذا واصل في محاسبة نفسه ومراقتبها تقوى هذه النفس ويصل إلى مرتبة "النفس اللوامة" التي تقوم باللوم بشكل ذاتي ومستمر.
لا يسمح "صاحب النفس اللوامة" لنفسه ارتكاب الذنوب أو الغفلة عن أداء واجباته خوفاً من نفسه التي تمارس وصايتها عليه باللوم والتأنيب المستمر. 
الله سبحانه وتعالى يقسم بالنفس اللوامة في كتابه العزيز، لقيمتها الكبيرة في إصلاح الإنسان وثباته على الإستقامة.

(لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2))
سورة القيامة

الله يحول بين المرء وقلبه.

هي عملية تحويل أدوار وذلك يترك العقل وحيداً بدون قلب ليختبر ويمتحن في استيعابه للأحكام والتقوى وما تعلمه القلب.

السبت، 9 مارس 2013

مريم والسر في هز النخلة


رزق الله سبحانه وتعالى مريم (ع) مرتين وبشكلين مختلفين، الأولى حينما كانت مكفولة من زكريا (ع) ، (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)). والثانية حينما أجاءها المخاض إلى جذع النخلة (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً (25)). والفارق بين الحالتين أنه رزقها بدون جهد ، في اليسر وهي مكفولة من زكريا، ثم رزقها بطلب الإجتهاد بهز النخلة في حالة العسر وهي معزولة عن الناس. 

كيف يطلب الله سبحانه وتعالى من مريم في حالة العسر أن تهز بجذع النخلة؟ رغم أنه سبحانه لم يطلب منها ذلك في اليسر! أليس العكس هو الأولى؟
في بداية حياتها كانت مريم (العابدة المنقطعة المتنسكة) تسير خطواتها الأولى في الإيمان وتحت رعاية أبوية حانية من زكريا، ولكن حين سلكت لله كان لابد لها من فتنة، كما هو الحال مع كل السالكين والعابدين نحو الله، وجاءت فتنتها في حالة الحمل متعلقة بالشرف والعفة، وحيث الخوف من مواجهة الناس وقد بلغت هذا المبلغ من الحاجة للعون والمساعدة. طلب منها سبحانه أن تهز النخلة حيث الاختبار في ثقتها بذلك الإله الذي كان يرزقها من غير حساب في اليسر، فهل تصدق ما يراد منها ؟ وهل تنفذ باعتقاد جازم؟

الجمعة، 1 مارس 2013

التزكية

التزكية
عندما يُراد اختيار أحد ما لمهمة محددة، يتم ذلك باجراء اختبار أو اجراء انتخاب، ولكن بالنسبة للتزكية فهي من دون ذانيك الأمرين. من هذا المنطلق يمكننا أن نفهم التزكية فهي اختيار شخص من دون انتخاب ومن دون اختبار، أي أن تزكي الإنسان من كل شيء وتثبت صدقه فيما يدعي.



قيمة المال

(خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) سورة التوبة (103)
سمي إنفاق المال في سبيل الله زكاة، لماذا لم تسم  سائر العبادات بالزكاة؟
لأن الأموال  لها علاقة بحب الدنيا وإيتاء المال دليل على بيع الدنيا من أجل الآخرة. لذا فإيتاء المال له علاقة كبيرة بتزكية النفس وتقربها من الله عز وجل.
 
الأموال لها علاقة وطيدة بحياة الإنسان وقد قال الإمام علي: "لو كان الفقر رجلاً لقتلته". فقد يصلي الإنسان لشيء غير مرضاة الله سبحانه وتعالى، ولكنه عندما يدفع المال فإنه يبيع الدنيا من أجل الآخرة وتحصل التزكية كشهادة له على حسن تصديقه بالآخرة.