1️⃣ الكذب وهو عدم قول الصدق ويكون مع النفس أو مع الآخر. وهو أول خصلة سيئة نريد أن نعالج أنفسنا منها في طريقنا نحو التقوى.
1️⃣ يتحول الكذب إلى اعتداء آثم حين يرمي به الكاذب برئيًا لينجي ساحته من فعل سيء اقترفه: ( وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (111) وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدْ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً (112)) سورة النساء.
1️⃣ يكذب الإنسان على نفسه، ويزكي نفسه أمام نفسه فيتصور أنه على تقوى وحسن خلق فيعمى عن خصاله السيئة وينقضي عمره دون تغيير.
1️⃣ مواجهة النفس بالصدق صفة هامة من صفات المؤمنين، ولذا ميزهم الله سبحانه وتعالى بالنفس اللوامة التي تواجه باستمرار، وتلوم على الأخطاء على الدوام:
(لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلا أُقْسِمُ
بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2)) سورة القيامة
1️⃣ يواجه القرآن الكريم الإنسان ويحذره من الكذب على نفسه، فالإنسان وإن أكثر من سوق الأكاذيب والأعذار فنفسه تعلم أنه كاذب وأنه إنما يعطي ذاته صبغة الحق ليرضي نفسه والآخرين ليس أكثر، وكل أكاذيبه تلك ستعرض يوم القيامة ولن ينفعه حينها أي تبرير.. ( يُنَبَّأُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13) بَلْ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15)) سورة القيامة.
1️⃣ لدى الإنسان مهارة عالية في التبرير (سيكلوجية التبرير) والتي تعني أنه قادر على الكذب على نفسه بحرفية، وقد وضع الله سبحانه وتعالى ألهمه التقوى والفجور، ووضع في ذاته قوانين ضابطة لأفعاله ولا تقبل بالخطأ، ثم وهبه نفس ترفض أن تراه في الأخطاء، ولكي يمرر الإفعال المخالفة للتقوى والأخطاء النابعة من الفجور يعيد تعريف المواقف ويلوي القوانين حتى يمكنه أن يسكت أنين تلك النفس اللوامة ومن ثم يسير في الخطأ وهو مرتاح البال.
1️⃣ ألد أعدائك نفسك التي بين جنبيك، ونار الحرب ضدها هي النار التي يجب أن تتقد ولا تخبت أبدًا، هي العدو الذي أمنت جنبه جرك من تلابيبك إلى خراب العابد المتقي الذي يسكن في داخلك وإفساده حتى يتحول إلى ناسك إلى الله بالشكل لا بالمضمون، هو العدو السوسة التي تنخر في جسد إيمانك دون أن تشعر، جاهدها فجهادها هو الجهاد الأكبر.
1️⃣ غواية الإنسان تدفعه لكراهية الحق عمومًا وعلى نفسه بوجه الخصوص، وتلك الغواية هي التي تجعله يهوى الكذب، ويهوى سماعه بصورة عامة، وفي نفسه على وجه الخصوص.
وعلى عكس ذلك المتقين الذين يخافون من الباطل على وجه العموم، ويخافون منه في أنفسهم على وجه الخصوص.
" فَهُمْ لِأَنْفُسِهِمْ مُتَّهِمُونَ وَمِنْ أَعْمَالِهِمْ مُشْفِقُونَ إِذَا زُكِّيَ أَحَدٌ مِنْهُمْ خَافَ مِمَّا يُقَالُ لَهُ فَيَقُولُ أَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْ غَيْرِي وَرَبِّي أَعْلَمُ بِي مِنِّي بِنَفْسِي اللَّهُمَّ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ وَاجْعَلْنِي أَفْضَلَ مِمَّا يَظُنُّونَ وَاغْفِرْ لِي مَا لَا يَعْلَمُونَ".
1️⃣ ابدأ في اكتشاف الكذب مع الآخرين حتى تصل بعد ذلك لاكتشافه مع نفسك. خصص في يومك وقت للمراجعة، لتبحث عن مواطن كذب اللسان، ثم شارط نفسك على عدم التكرار.
1️⃣ يكذب الإنسان على نفسه، ويزكي أمته فيدعي أن لأمته - وهو منهم - الحسنى يوم القيامة، فيعتز بهذا الانتماء ويقف عن البحث عن ما يخالف أوامر الله، وينقضي عمره دون أن يعرف الحقيقة.